اشكالیة المسكن المستدام في مكة بین الاحتیاج والھویة
الملخص
یعتبر المسكن أحد ضروریات الحیاة فالسكن یؤمن للفرد والأسرة الاستقرار
والمناخ المناسب الذي یمكنھا من الإنتاج والتواصل مع المجتمع والشعور
بالانتماء والاستعداد للمشاركة .لذلك جاء السكن في المرتبة الثالثة للضروریات
المادیة الأساسیة للإنسان بعد الطعام، والماء، والصحة، وتعد أزمة الإسكان
وتوفیر المسكن الملائم في مدن المملكة العربیة السعودیة بشكل عام وفي مكة
المكرمة والمنطقة الغربیة بشكل خاص من أھم الأولویات واھتمامات حكومة
المملكة العربیة السعودیة، حیث یشكل قطاع الإسكان والعمران أحد أھم روافد
التنمیة الحضاریة التي یعول علیھا في تحسین الظروف المعیشیة للسكان وتوفیر
الخدمات الأساسیة للمواطنین .كما یعد أحد القطاعات الاقتصادیة المھمة التي
تساھم في زیادة نمو الاقتصاد الوطني بشكل مباشر.
إن الحصول على مسكن مناسب یلبي احتیاجات الأسرة أصبح من الصعوبة
ً للارتفاع المتسارع في أسعار الأراضي، إضافة إلى الاھتمام
بمكان، نظرا
بالجانب الاقتصادي وتحقیق عائد سریع دون مراعاة الاحتیاجات الإنسانیة
ً لمستخدمي المسكن في عدم ملائمة أسالیب تقسیمات
ً تكون المشكلة
، وغالبا
الأراضي للظروف البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة، وعدم اختیار مواد البناء
المناسبة التي تتحمل الظروف البیئیة الصعبة والإصرار على استخدام مواد لا
تتناسب مع البیئة المحلیة على الرغم من تكلفتھا المرتفعة، وتھدف الدراسة إلى
إیجاد مقترح لحلول ونماذج سكنیة ترضي احتیاجات المجتمع السعودي من حیث
الكفاءة الوظیفیة والاحتیاج الفعلي وبما یحقق معاییر استدامة المسكن في إطار
من الحفاظ على الھویة الثقافیة والتراثیة والمعماریة، كما تھدف الدراسة إلى
التعرف على الخصائص الحالیة للمساكن والبیئة السكنیة وآراء السكان حولھا
وذلك في منطقة مكة المكرمة كدراسة للحالة لما تشھده من توسعات في المنطقة
المركزیة والتي أثرت بشكل كبیر على الاحتیاج إلى السكن نتیجة إزالة العدید من
المساكن في منطقة الحرم المكي الشریف.