مقومات نجاح المدن الجديدة كعواصم قومية (دراسة حالة العاصمة الادارية الجديدة بمصر)

وظفت الدولة المدن الجديدة بأنماط متعددة كأداة حل للمشاكل الخاصة بالمدن
العواصم الكبرى القائمة، وقد كان ذلك اما عبر توطين لعدد من التجمعات
العمرانية التابعة حول العاصمة المكتظة الجتذاب الفائض منها و تعويض ما
ينقصها من إسكان و خدمات و فرص عمل, او عبر انشاء مدينة جديدة تمثل
عاصمة قومية جديدة للدولة.
ولقد تنوعت الدوافع و األسباب إلنشاء مدن العواصم القومية الجديدة ما بين أسباب
سياسية مثل استغالل و انقسام بعض الدول، و أسباب عمرانية مثل تضخم و
احتقان العاصمة القديمة، و أسباب اجتماعية مثل تركز السكان في نطاقات ضيقة
من الدولة و العمل على إعادة تشكيل الخريطة السكانية للدولة، و أسباب اقتصادية
مثل السعي الى تنمية أقاليم جديدة ذات موارد و إمكانيات جديدة، و أسباب بيئية
مثل إعادة توزيع األنشطة و السكان بما يحقق الحفاظ على التوازن البيئي العام و
عدم اهالك الثروات او االفساد للصحة العامة للسكان.
وقد هدف البحث الى تحديد اهم المقومات األساسية التي تؤثر على نجاح المدن
الجديدة كعواصم قومية، باعتبارها األداة التي لجأت مصر اليها لحل كأسلوب
وتجربة معاصرة لحل مشاكل القاهرة الكبرى كعاصمة. وقد تم ذلك من خالل
أسلوب و منهج علمي للبحث قائم على المراجعة النظرية و التحليل المقارن لعدد
من المدن العواصم الجديدة المعاصرة، بلغت خمس تجارب عالمية في كل من
دول )نيجريا، ساحل العاج، كزاخستان، ماليزيا، منيمار(، باإلضافة الى مدينة
السادات كأحد المحاوالت األولية لمصر في انشاء هذا النوع من مدن العواصم
الجديدة و الذى كان ضمن التجارب األولية للدولة في استخدام المدن الجديدة كأداة
للتطوير و التنمية العمرانية. وعبر استعراض وتحليل المقارنات امكن الوصول
الى مجموع من المقومات التخطيطية المختلفة على المستوى )القومي، و
اإلقليمي، و العمراني( التي وظفت كمعايير تقييمية، و عليه امكن البحث من
مقارنة و تقييم التصور التخطيطي المقترح للعاصمة اإلدارية الجديدة لمصر، و
تحديد مدى توافقها او اختالفها عن متوسطات الحاالت الدراسية العالمية، و بتالي
استنتاج مؤشرات أولية توضح توقعات مدى نجاح العاصمة االدارية الجديدة