الخصائص المعمارية لمنشآت الأوقاف في العصر المملوكي
الملخص
نشأت األوقاف كنظام أهلى إجتماعى يهد ُف لِتقديم خدمات روحية ودنيوية
للمنتفعين بهدف اإلحسان العام مبنية على شرط التأبيد واإلستمرارية فى عمل
ُصول األوقاف المادية التى يمكن
ُ
الخير، ومثلت المنشئات المعمارية أهم أ
اإلعتماد عليها لتوفير هذه األنشطة، ما أدى لتنوع كبير فى أشكال وخدمات
المنشئات الوقفية وأظهر إبداعا بين شقوق الوقف جميعا من تلبية لشروط
الواقفين والحفاظ على وظيفة ونفع الموقوف و إستدامة وتطور الموقوف عليه،
و يكمن سر نجاح هذه المنظومة فى خطة التشغيل والصيانة التى وضعها
الواقفون والمعروفة )بصيغ الوقف أو الوقفية(، وتمثل الصيغ الوقفية أهم شروط
الواقفين و توضح خططهم الموضوعة بغرض إستدامة هذه المنظومة، وتشرح
الكفاءة المطلوبة ألداء المنشأ لوظائفه، فإحتوت هذه الصيغ على رؤية متكاملة
يشرح
ً
لسبل إدارة وصيانة العمران الوقفى التاريخى و مثلت سجالً زاخرا
ويترجم ويربط بين الشق اإلقتصادى والعمرانى كعامل أساسى للحفاظ على
أنسجة المدن التاريخية.
وتعانى األصول الوقفية األن من إهمال يدفعنا للبحث عن أسبابه، و
هل هذا القصوريرجع إلى النظام وعجزه عن تحقيق اإلستدامة التى يهدف إليها،
وإذا عاشت هذه المنشئات لفترات كبيرة من اإلزدهار والرخاء، فهل يرجع ذلك
إلى الطريقة التى كانت تدار بواسطتها، أو إلى قدرة النظام الوقفى القديم على
التعاطى بمرونة مع متغيرات العصر.
ويهدف البحث لتحليل الشق المعمارى فى بعض الصيغ الوقفية
والتصميم المعماري للمنشئات الوقفية المساندة استثماريا، بهدف إستنباط
خصائصها المعمارية، من خالل نموذج تحليلي مبنى على نظرية فيتروفيوس
وقيم الوقف من خالل إستراتيجية بحث كيفية.