المدينة الاسلامية بين الحقيقة والتشويه

تعرضت المدينة الاسلامية إلى الكثير من التشويه والتدليس من قبل العديد من
المستشرقين وذلك من خالل أبحاثهم وكتاباتهم، حيث صوروا المدينة اإلسالمية
على أنها من المدن التي قامت دون تخطيط مسبق، جعلها ضمن المدن
العشوائية، او العفوية، وصوال الى المدن الفوضوية ذات األزقة الضيقة
والمتيهة والتي يحتاج الزائر إليها إلى مرشد حتى ال يضيع في المدينة،
باإلضافة إلى عدم تلبيتها لالحتياجات المطلوبة للسكان. في المقابل تحسين
صورة المدن الاغريقية والرومانية، وذلك على أنها مدن مخططة ومنظمة.
تهدف الدراسة إلى رصد أقوال المستشرقين عن المدينة اإلسالمية وفي المقابل
إبراز المبادئ والقيم التي أسست عليها المدينة اإلسالمية وكيف أنها حققت
المتطلبات اإلنسانية للسكان، باإلضافة إلى أنها حققت مبادئ االستدامة والتي
.
ينادى بها كل العالم حديثاً
لتحقيق أهداف الدراسة فقد بنيت على ثالثة اتجاهات أساسية هي:
• توضيح الهدف من نشأة المدن اإلغريقية والرومانية باإلضافة إلى مدن
العصور الوسطى في أوربا، وذلك في مقابل المدن اإلسالمية، بهدف الوقوف
على مدى توفير أي من هذه المدن الحياة الكريمة للسكان.
• عرض أقوال الغرب في المطالبة بتحقيق الخصوصية في المسكن، وفي
المقابل دراسة المبادئ األساسية التي قامت عليها المدينة الاسالمية والتي من
أهمها تحقيق الخصوصية.
• قراءة لمطالبة العالم حديثا بتطبيق االستدامة في المباني، ومن الناحية األخرى
توضيح كيف حققت المدينة اإلسالمية مبادئ االستدامة من استدامة اجتماعية،
وبيئية، واقتصادية.
ثم في النهاية تثبت الدراسة كذب وزيف أقوال المستشرقين والتي حاولوا من
خلالها تزييف صورة المدينة الاسلامية.